خانه » همه » مذهبی » معرّفى جلاء الأبصار فى متون الأخبار (2)

معرّفى جلاء الأبصار فى متون الأخبار (2)

معرّفى جلاء الأبصار فى متون الأخبار (2)

6) يكى از آراى شيخ صدوق (م 381ق) و برخى مشايخ قم , نظر آنها در مورد سى روز بودن ماه رمضان بوده است.33 ظاهراً شيعيان خراسان, پيرو آراى شيخ صدوق و مشايخ قم بوده اند. در اين مورد , حاكم جشمى بعد از نقل احاديثى كه شروع ماه رمضان را به اعتبار رويت هلال ماه مى دانند, مى نويسد:
فإن سأل سائل فقال: أليس جماعة من الشيعة زعموا أن لا اعتبار بالرؤية , و لا يعدّ الأيّام و أنّ الاعتبار بمفارقة القمر للشمس, و زعموا أن اليوم الذى يرى الهلال فى عشيته

0e8facc2 7101 4baf a376 03f3645cfe33 - معرّفى جلاء الأبصار فى متون الأخبار (2)
0002934 - معرّفى جلاء الأبصار فى متون الأخبار (2)
معرّفى جلاء الأبصار فى متون الأخبار (2)

نويسنده:محمدكاظم رحمتى*

6) يكى از آراى شيخ صدوق (م 381ق) و برخى مشايخ قم , نظر آنها در مورد سى روز بودن ماه رمضان بوده است.33 ظاهراً شيعيان خراسان, پيرو آراى شيخ صدوق و مشايخ قم بوده اند. در اين مورد , حاكم جشمى بعد از نقل احاديثى كه شروع ماه رمضان را به اعتبار رويت هلال ماه مى دانند, مى نويسد:
فإن سأل سائل فقال: أليس جماعة من الشيعة زعموا أن لا اعتبار بالرؤية , و لا يعدّ الأيّام و أنّ الاعتبار بمفارقة القمر للشمس, و زعموا أن اليوم الذى يرى الهلال فى عشيته يجب أن يكون صائم… فى ابتداء رمضان و مفطراً فى آخره و ذهبوا الى أنّ فى أيّام النبى ـ صلى الله عليه ـ كانوا يرجعون الى نصّه فى معرفة ذلك و تأولوا الخبر المذكور على أحد التأويلين, فمنهم من قال: إنّ ذلك كان فى سنة مخصوصة علم أن رؤية الهلال بتعقيب المفارقة, و منهم من يقول: إنّ الخبر يدلّ على أن الاعتبار بالمفارقة, لأنَّ قوله: «صوموا لرؤيته» يقتضى تقديم الصوم على الرؤية كقولهم: «سلّح للقاء العدو», ثمّ يختلفون فيما يجب اعتباره بعد النبى (صلی الله علیه واله) على أربعة أقوال: أوّلها يعتمدون حساباً ينسبونه الى الصادق (علیه السلام) يدلّ على أنّ المعتبر المفارقة دون الرؤية, و ثانيها خبر رووه عنه(علیه السلام) إنّه قال: «ما تَّم شعبان قطُّ و لا نقض رمضان قطُّ» 34 و قالوا: لو اعتبروا الرؤيّة لما صحّ ذلك, و ثالثها ضرب من الحساب و هو إن صحّ شهر رمضان فى سنة وجب أن يعدّ فى السنة الثانية خمسة أيّام, و يصام فى اليوم الخامس, و رابعها أن يراعى صوم المخالفين, فيصام يوم قبله و يفطر يوم قبله, قالوا: لأنّ الحسين بن على(علیه السلام) لمّا خذله أعداؤه, قال: «اللّهم لا تُوفّقهم لصوم و لا لفطر»,35 فلا بدّ أن الحق فى ذلك فى مخالفيهم; فما القول فى ذلك؟
الجواب: قلنا قد ثبت العلم لكلّ من خالط النقلة و أهل السيرة , بل لمن خالط المسلمين بالأخبار المتواترة أنّه (صلی الله علیه واله) كان يعتبر فى ذلك الرؤية و العدد و يعمل على ذلك, إمّا بمشاهدة أو شهادة و إنّه كان لا يعتبر غير ذلك, فالرّاد له كالرّاد لسائر أركان الشرع, و هذا كما علم من دينه اعتبار طلوع الفجرو زوال الشمس و غروبها فى أوقات الصلوات حتى كان لا يعتبر غيرها و كما علم من دينه اعتبار البيّنة و اليمين فى فصل الخصومات , و كما علم من دينه أنّ القرآن كلامه تعالى, و أنّ الصلاة خمس, و الصوم شهر, و الكعبة هى القبلة, فلا فرق بين مَن ردّ ذلك و بين من رد هذه المسائل فى إنكاره لِما يعلم من دينه ضرورة و لا يقال: كيف لم نعرف نحن ذلك إن كان ضرورة, و ذلك إن من خالط منهم بالعلماء و أهل النقل يعلم و يعاند; فأمّا العامى فلا اعتبار به كما لا اعتبار به فى المسائل التى ذكرناها إلاّ ما يعلم من دينه (صلی الله علیه واله) ضرورة ينقسم إلى قسمين: منها ما يستوى فيه العامى و العالم , كتحريم الخمر و المعرفة بأصول الصلاة , و منها ما يحصل به العلماء و من خالطهم, ككثير من العبادات و كما ذكرنا من فصل الخصومات بالسنة; فأمّا ما حكاه أوّلاً إنهم من الشيعة, فمعاذ الله بالقوم بهذه المسألة و بكثير من المسائل خرجوا عن الملّة , لانحرافهم عن الشريعة , فلا يعدّون فى الأمّة فضلاً عن الشيعة; فأمّا اعتبارهم بمفارقة القمر الى الشمس الى آخر ما ذكر لا فرق بين من ادّعى ذلك و بين من ادّعى فى أوقات الصلاة أنّه يرجع فيها الى ضرب من الحساب, و ذلك ما يعلم فساده ضرورة, و قولهم:” صوموا لرؤيته“ تقتضى تقدم الصوم» باطل, و ليس كقولهم: «يسلح للقاء العدو»; لأنّه عرف أنّه يجب تقدمه عرفاً, و لضرب من العادة; و لأن القصد أن يحصل للقاء و هو متسلّح, والغرض بقوله «صوموا لرؤيته» بيان أمارة وقت الصوم, فهو كقوله تعالى: «أقم الصلاة لدلوك الشمس», والذى يبين ذلك أنه لو كان الاعتبار فى زمانه بنصه فى كل سنة لكان يجب أن تكاتب بلاد المسلمين, و لو كان الاعتبار بالحساب لكان يرجع الى ذلك الحساب, و كلّ ذلك معلوم فساده ضرورة. و ممّا يتحقق ذلك أن المعلوم من دينه(صلی الله علیه واله) أنّه بين الأحكام فى الشرع على رؤية الأهلّة و هذا كما يعلمه المسلمون غيرهم من دينه مع إنكارهم لنبوّته, فكيف يعدّ من خالف من أهل ملّته و هل هو إلاّ بمنزلة من أنكر أركان دينه(صلی الله علیه واله) و يقال لهم إذا كان الاعتبار فى ذلك بالحساب الذى يسرّون إليه, فهلاّ بيّنه (صلی الله علیه واله) بياناً عاماً و هلاّ بيّنه أصحابه و الأئمة من بعده. فأمّا ما يزعمون أنه يُعدّ خمسة أيام من السنّة الثانية, فمن خرافاتهم و قد علم أنه(صلی الله علیه واله) و الأئمّة بعده لم يفعلوا ذلك. و أمّا حديث جعفر(علیه السلام) فالذى نسبوه إليه من الحساب كذب صريح و هو منه برىء و روايتهم «ما تَّم شعبان» فالمنقول من جعفر بن محمد الصادق(علیه السلام) فيما نقله الثقات إنّ هذا الخبر غير صحيح و إن شهر رمضان كغيره من الشهور, و من المشهور ما روى عن جماعة من الصحابة قالوا: «ما صُمنا مع النبى(صلی الله علیه واله) تسعةً و عشرين. أكثر ما صمنا ثلاثين يوماً». فأما اعتبارهم مخالفة مخالفيهم و كذبهم على الحسين(علیه السلام) فيلزمهم أن يخالفوهم فى أمر القبلة و الصلاة و سائر اركان الدين, و فى ذلك انسلاخ عن الإسلام و لا يجوز عن الحسين(علیه السلام) أن يسأل الله تعالى أن يضل عباده, بل لا شبهة إنّه كان يعتقد أن الله تعالى لا يضل عن الدين و كيف يقول ذلك و جده (صلی الله علیه واله) بعث ليهدى الخلق و هو و أبوه و أخوه القائمون مقامه فى إهداء الخلق و الدعاء الى الحق؟!(ص 60 ـ 62)
7) تنزيه انبيا و درگيرى معتزله با اهل حديث به واسطه نقل برخى احاديث , بر خلاف نظر معتزله, از مسائل مطرح بين اين دو است. در اين مورد, حاكم, اين حديث را نقل مى كند:
أخبرنا الحاكم ـ رحمه اللّه ـ قال أخبرنا الأمير أبوالفضل عبيد اللّه بن أحمد الميكالى, أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ, أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعه الحافظ, أخبرنا يحيى بن سليمان بن فضلة, حدّثنا مالك, يعنى ابن أنس, عن أبى الزناد, عن الأعرج, عن أبى هريرة, إنّ رسول اللّه ـ صلّى الله عليه و آله ـ قال: يحاجّ آدم و موسى, فحجَّ آدم موسى, قال له موسى: «أنت آدم الذى أغويت الناس و أخرجتهم من الجنة؟». فقال آدم: «أنت موسى الذى أعطاه الله علم كل شىء واصطفاه على الناس برسالته؟». قال: «نعم.» قال: «أتلومونى على أمر قد قدر عليّ قبل أن أخلق؟».36
قال ـ رحمه اللّه ـ قوله: «فحجّ آدم موسى» أى غلبه بحجّة, و تحاجّ أى تخاصم بإيراد الحجة و منه قوله تعالى: «و اذا يتحاجّون فى النار»; و قد روى عن شيخنا أبى على ـ رحمه اللّه ـ إنّه أنكر هذا الخبر و ذكر أنّه إن كان حجّة لآدم على موسى فهو حجة كل عاص و متمرّد و عورض بالخبر الذى قال (صلی الله علیه واله) : «لا ينكح المرأة على عمّتها و لا على خالتها», فقال خبر صحيح, فقيل خبران بإسناد واحد يصحح أحدهما دون الأخبر. فقال: ما قلت ذلك لإسناد و لا رددت هذا الإسناد و لكن ذلك خبر تضمن حكماً و تلقته الأمة بالقبول فقبلته و هذا خبر يخالف الأصول فأردد به و لا تظنّ بموسى أنه يواجه آدم ـ عليهما السلام ـ بقوله: «أغويت الناس و أخرجتهم من الجنة» والله تعالى خلق آدم ليجعله خليفة فى الأرض و إن أخرج من الجنة فما فيه من إغواء الناس, و تعاطى بعض مشايخنا تأويل الخبر و حمل الغرابة على الشدة: «و إنّك جنبتهم من نعم الجنة». و قوله: «قدر على» أى كان معلوماً و هذا مع بعدة تعسّف. و ممّا يدلّ على بطلان الخبر أنه كان يخلو إمّا أن يكون موسى لم يعرف هذه المسألة أو آدم ـ عليهما السلام ـ كلاهما خطأ عظيم أن يكون نبى من أنبياء الله لا يعرف مسئلة القدر.(ص 26 ـ 27)
8) برخى, معتزله را متّهم كرده اند كه مسئله عذاب قبر را قبول نداشته اند. در اين مورد, گزارش هاى حاكم, جالب توجه است. 37 در اين موارد, وى با نقل حديث ذيل مى نويسد:
أخبرنا الحاكم الامام ـ رحمه اللّه ـ, قال: أخبرنا أبو عبد الرحمان محمد بن عبدالعزيز النيلى, أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان, أخبرنا أبويعلى أحمد بن على الموصلى, حدّثنا ابن عبد الحميد الحمانى,38 حدّثنا عبد الرحمان بن زيد بن أسلم, عن أبيه, عن ابن عمر, عن النبى(صلی الله علیه واله) قال: ليس على أهل لا اله الاّ اللّه وحشة فى قبورهم و كأنّى بأهل لا اللّه الا اللّه ينقضون التراب عن رؤوسهم و يقولون: «الحمد الله الذى أذهب عنّا الحزن». قال ـ رحمه الله ـ معنى الخبر: إنّ أهل لا اله الاّ الله هم المؤمنون لا يكون لهم عذاب القبر, و لا ينالهم أهوال القيامة خلاف ما يقوله أهل الحشو و نظير ذلك ما روى عن النبى(صلی الله علیه واله): «القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من النار» و الروضة قبور المؤمنين و الحفرة قبور العصاة و فى الخبر إثبات عذاب القبر. (ص27)
9) اعتقاد به ظهور منجى برپا دارنده عدل در بين مسلمانان, از مسائل مطرح حديثى بوده است. اين به دليل وجود احاديث فراوان در مورد اين مسئله بوده است. در اين مورد, اين حديث از حاكم نقل شده است:
أخبرنا الحاكم ـ رضى اللّه عنه ـ , قال: أخبرنا الشيخ أبو حامد أحمد بن محمد بن اسحاق النجار ـ رضى اللّه عنه ـ, أخبرنا أبو عمر بن حمدان, حدّثنا شعيب بن محمد, حدّثنا على بن المنذر, حدّثنا محمد بن فضيل, حدّثنا يحيى بن شبرمة, عن عاصم بن أبى النجود, عن زر [بن حبيش], عن عبد الله, قال, قال رسول الله(صلی الله علیه واله): «يخرج من أهلى رجل يوافق اسمه اسمى و خُلقه خُلقى يملأها قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً». قال ـ رضى اللّه عنه ـ : الخبر يدلّ على خروج إمام من أهل بيت رسول الله(صلی الله علیه واله) ينفذ أمره شرقاً و غرباً و ليس فيه بيان من الخارج; فزعمت الكيسانية أنّه محمد بن على بن الحنفية و زعموا أنه مقيم بجبال رَضوى و هو المهدى المنتظر و زعمت المغيرية أن المهدى هو النفس الزكية و أنّه [المهدى] المنتظر و زعمت الواقفة أنّ المنتظر موسى بن جعفر و زعمت القطعية أنه ابن الحسن العسكرى و المحكى عن الشافعى ـ رحمه الله ـ أن المهدى هو عيسى بن مريم, و زعم بعضهم أن المنتظر جعفر بن محمد, و زعم جماعة أنّه محمد بن اسماعيل بن جعفر, و من الغلاة من يزعم أنّه على بن أبى طالب, و كل ذلك تخليط و تمنى لا برهان عليه و ليس بعض الأقاويل أولى من بعض. والذى ذكره الهادى (علیه السلام) فى الأحكام أنّه يخرج فى آخر الزمان رجل من أولاد رسول اللّه (صلی الله علیه واله) يملك الأرض و يملأها عدلاً; فأمّا ما ادّعوه من هؤلاء المذكورين فقد شوهد موتهم عياناً و علم قطعاً و ثبت بطلان الرجعة على ما يزعمه الغلاة فعلم أن ّ ما ادّعوه من الغيبة باطل و ما يدّعيه القطعية فأغرب و أعجب, لأن صاحبهم لم يشاهد مولداً و لا طفلاً و لا ناشياً و لا كهلاً على أنّ الرواية صحّت أنّ الحسن توفّى و لا خلف له وقسمت تركته بين أخيه جعفر و أُخته, هكذا ذكر الناصر فى كتابه و كان القى الحسن و صحبه.39 و لأنّه لا فائدة فى الغيبة فإن كان يتعلّق به مصلحة فلا بدّ من إظهاره و إن لم يتعلّق به مصلحة فوجوده و عدمه سواء; لأنّه إن كان إماماً افترض الله طاعته على الخلق فوجب أن يكون لهم إليه طريق. فأمّا حديث عيسى(علیه السلام) فإنّ نزوله فى وقت زوال التكليف; لأنه لا يجوز أن ينزل مع بقاء التكليف و هو نبى يستحيل أن يعزل عن النبوة.(ص 30 ـ 31)40
10) جايز بودن سرودن شعر و طرح مسئله شباهت قرآن با اشعار كه بر اعجاز قرآنْ خدشه وارد مى كرده, از مباحثى است كه حاكم به تفصيل, مورد بحث قرار داده است:
أخبرنا الحاكم ـ رضى الله عنه ـ, قال أخبرنا الشيخ أبو حامد أحمد بن محمد بن اسحاق بن النجّار ـ رضى اللّه عنه ـ , أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيبانى, أخبرنا أبو الوفاء مؤمل بن الحسين بن عيسى, حدّثنا أبو عبدالله محمد بن اسحاق السجزى و محمد بن يحيى الذهلى, قالا: حدّثنا عبدالرزاق, حدّثنا معمّر, عن الزهرى, عن أنس, قال دخل رسول الله(صلی الله علیه واله), يعنى مكّة فى عمرة القضاء و ابن رواحة بين يديه أخذ بغرزه و هو يقول:
خلُّوا بنى الكفار عن سبيله
قد أنزل الرحمن فى تنزيله
بأن خير القتل فى سبيله 41
قال ـ رضى اللّه عنه ـ: فأيّده الخبر البيان عن دخول رسول اللّه (صلی الله علیه واله) مكّة بعمرة القضاء و ذلك أحرم بالعمرة عام الحديبية, فصدّه المشركون, ثمّ صالح مع أبى سفيان و سهيل بن عمرو على أن ينصرف عامه و يعود فى العام القابل و يخرجوا من مكّة و يدخل هو لا يقيم أكثر من ثلاثة أيّام فنحر ما ساق من الهَدْى وانصرف و عاد فى العام القابل و قضى عمرته. فأمّا قوله: «خير القتل فى سبيله» فيحتمل قتل المسلمين للكفّار لأعزاز الدين, فأن أفضل أعمال المسلمين الجهاد و لذلك قال تعالى: «لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر و المجاهدون»42 الآية, و يحتمل أن يريد بالقتل القتال و هو الجهاد و المحاربة, و يحتمل قتل الكافر للمسلم و إذا حمل عليه لا بدّ أن يحمل على تحمل المشاق و الصبر على الجهاد, حتى تأتى على نفسه و الاّ فنفس قتل الكافر للمسلم قبيح, بل كفر و لهذا حمل أصحابنا الشهادة على ما قدّمنا من قتل المؤمن لا قتل الكافر و فى الخبر بيان إباحة إنشاء الشعر و إنشاده و لذلك قرره(صلی الله علیه واله) و لم ينكره. قال ـ رضى اللّه عنه ـ : فإن سأل سائل فقال: أليس قد ورد القرآن والسنة يذمّ الشعر و الشعراء فى قوله تعالى «والشعراء يتبعهم الغاوون»43 و قال تعالى حاكياً عن المشركين أنهم قالوا لنبيه (صلی الله علیه واله): «أم يقولون شاعر نتربّص به ريب المنون»44 منكراً عليهم راداً لقولهم و روى عمر ـ رضى اللّه عنه ـ عن النبى (صلی الله علیه واله) أنه قال: لأن يمتلى جوف أحدكم قيحاً يريه خير له من أن يمتلى شعراً .45 و المروى عن مسروق أنّه سئل عن قوله تعالى: «و من الناس من يشترى لهو الحديث»46, قال: «الغنا و الشعر». و عنه إن تمثّل ببيت فقطعه, فقيل له: لو أتممت؟ فقال: أكره أن أجد فى كتابى بيتاً من شعر. و المروى عن عطاء: «إنّ ابليس قال: يا ربّ أخرجتنى من الجنة, فأين بيتى؟ قال: الحمام. قال: فأين مجلسى؟ قال:السوق. قال: فما قرائتى؟ قال: الشعر». ثمّ قد روى كان ينشد بين يديه الأشعار و يستنشد. فما الجامع بين هذه الأحاديث و ما معنى الآية و الخبر؟ قالوا و قد نفى اللّه تعالى صفة الشعر عن القرآن فقال: «و ما هو بقول شاعر قليلاً ما يؤمنون»47, ثم و جدنا آيات توازى الأبيات نحو قوله: «يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين»48 و قوله: «و جفان كالجواب و قدور راسيات»49 و قوله: «نصر من الله و فتح قريب»50 و قد نفى الله تعالى عن الرسول قول الشعر بقوله: «و ما علّمناه الشعر و ما ينبغى له إن هو إلا ذكر و قرآن مبين».51 ثمّ روى عنه أبيات من الشعر فممّا روى عنه:
هل أنت إلا أصبع دميت
و فـى سبيل الله ما لقيت
رواه جندب عنه و روى عنه:
أنا النبـى لا كـذب
أنا ابن عبدالمطّلب
رواه البراء بن عازب و روى أنه قال يوم الخندق:
لا هم العيش الاّ عيش الآخرة
فاغفـر للأنصـار و المهاجـرة
رواه طاووس و قال يوم الخندق:
بسـم الله و بـه نبئـنـا
ولو عبدنا غيره شقينا
رواه سلمان. فما تأويل ذلك و كيف الكلام فيه؟ قالوا: و ما الفائدة فى منعه عن قول الشعر إن كان فضيلة و لم يكن قدحاً؟ و إن قلتم إنه منع عن ذلك, فما المانع له و كيف منع عن قوله؟ بينوا لنا ذلك على وجه ينفتح الكلام. و الجواب: أمّا تبيين الكلام فى ذلك أجمع و نوضحه على وجه الايجاز, فان فى شرحه طولاً. اما الأوّل, فالشعر كلام حسنهُ حسن و قبيحهُ قبيح; فهو بمنزلة الكلام المنثور و لا فرق بينهما الاّ فى النظم, و كانت محاورات العرب تنقسم الى شعر و خطبة و سجع, و كانوا يتفاخرون بالفصاحة فى ذلك و يتحاكمون فيشهدوا لبعضهم بالتقديم و لبعضهم بالتأخير و لبعضهم بالمماثلة; فجاء رسول الله(صلی الله علیه واله)بكلام يخالف جميع كلامهم نظماً و فصاحة و معنى و تحداهم به وجعل ذلك أنه صدقة فعجزوا عن إيراد مثله مع وفور دواعيهم الى إبطال أمره و إخفاء ذكره و كان يتمّ ذلك لهم بمعارضة فعدلوا عن معارضته الى محاربته و مقابلته مع ما عليهم فيه من المشقة العظيمة والخطر بالنفس, فعلم بذلك عجزهم و أنه معجزة له. و قد روى عن الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ أنّهم كانوا يتناشدون الاشعار و كانوا ينشدون بين يدى رسول اللّه(صلّی الله علیه و آله و سلّم) فلا ينكر بل يصغى اليها و يستحسنها, و روى عن الأئمة كثير من ذلك على ما نبيّنه; ففى ذلك ما أخبرنا الحاكم الامام, قال: أخبرنا القاضى أبوالحسين أحمد بن على, أخبرنا أبوبكر محمد بن أحمد المقرى, أخبرنا الحسين بن اسماعيل المحاملى, حدّثنا عمر بن محمد بن الحسن النيلى, حدثنا أبى, حدّثنا سفيان الثورى, عن هشام بن عروة, عن أبيه عن عائشة ـ رضى اللّه عنها ـ قالت: قلنا لرسول اللّه (صلی الله علیه واله): «إنّ من الشعر حكمة». و بعد, فأيّ مانع لمنع من يحسن الشعر إذا انتفت عنه وجوه القبح و تقبيحه إذا وجد فيه وجه من وجوه القبح من كذب أو مدح من لا يستحقه أو ذم من لا يستحقه أو التشبيب بمن لا يجوز و يجوز ذلك من الوجوه المحظورة, فإذا الشعر منه على ضربين: منه ما هو حسن مباح و منه ما هو قبيح محظور; فلا يجب تجرى كلّها على نمط واحد. و فى خبر الاستقساء أن أعرابياِ دخل على رسول اللّه (صلی الله علیه واله) و هو تحطب يشكو الجدب و أنشده أبياتاً منها:
أتيناك و العذراء تدمى لنا بها
و قد شغلت أُم الصبى عن الطفل
و ليس لنا إلاّ إليك فرارنا
و أين فرار الناس إلاّ إلى الرُّسل
فدعا رسول اللّه (صلی الله علیه واله) فمطروا أُسبوعاً و جاء الناس يضجون:
الغرق الغرق, فدعا رسول الله(صلی الله علیه واله) فانجابت السحابة حول المدينة كالأكليل, فعند ذلك قال (صلی الله علیه واله): «لله درّ أبى طالب لو كان حيّاً لقرّت به عيناه! من ينشدنا قوله؟». فأنشده على بن أبى طالب (علیه السلام) أبياتاً من «القصيدة اللامية» التى مدح بها رسول اللّه (صلی الله علیه واله) و قال لعلك عنيت قوله:
و أبيضَ يُستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاّك مـن آل هاشـم
فهم عنده فى نعمة و فواضل
فقال:«أجل», فأنشده أعرابى قصيدة يمدحه أوّلها:
لك الحمد و الحمد ممّن شكر
سـقينـا بـوجـه النبـى الـمـطـر
و مدحه كعب بن زهير القصيدة المعروفة و أنشده فى المسجد و منها:
إن الرسول لنور يستضاء به
مهنَّد من سيوف الله مسلول
نُبِّئـت أن رسول الله أوعـدنى
والعفو عند رسول الله مأمول
و بقصيدته التى منها:
نبـى أتـانـا بـعــد يــأس و فـتــرة
من الله و الأوثان فى الأرض تعبد
قال ـ رحمه الله ـ : و مدحه حَسّان بأشعار أنشدها إيّاه و رثاه و بعده و كان ينشد مراثية فى المسجد, فلا ينكره أحد و المسجد غاص بالمسلمين حتى روى أنه أنشد يوماً شعراً فى المسجد فنهاه عمر بن الخطاب ـ رضى اللّه عنه ـ فجاء بأبى هريرة, حتى شهد له أنه كان ينشد فى المسجد و رسول الله(صلی الله علیه واله) يسمع فتركه عمر ـ رضى الله عنه ـ. و المروى عن فاطمة ـ عليها السلام ـ حين توفّى رسول الله(صلی الله علیه واله) زارت تربته إنّها قالت:
ما ضرّ ه من شمّ تربة أحمد
إن لا يشمّ مدى الزمان غواليا
قل للمغيّب بين أطباق الثرى
إن كان يسمع صرختى و ندائيا
صُبَّت عَلَيّ مصائب لو أنها
صبّت على الأيّام صرن لياليا
و قد رثاه أميرالمؤمنين على بن أبى طالب (علیه السّلام) بقوله فيه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) :
أ من بعد تكفين النبى و دفنه
بأثوابه آسى على ميت ثوى
لقد غاب فى وقت الظلام لريبة على الناس
من هو خير من وطىء الحصى
ـ رحمه الله ـ : و مدحه العباس بالقافية المشهورة منها:
و أنت لما ولدت أشرقت الـ
أرض و ضاءت بنورك الأُفق
فنحن فى ذلك الضياء و فى الـ
نور و سبل الرشاد نحترق52
قال [الحاكم] ـ رضى الله عنه ـ : و مدائح أبى طالب له كثيرة و كان ينشدها إيّاه و أنشده النابغة الجعدى فى مدحه:
أتيت رسول الله اذ جاء بالهدى
و يتلو كتاباً كالمجرّة نيّر.53
(ص 32 ـ 37)
ادامه دارد …

پی نوشت ها :

33. در مورد برخى آثار كه در دفاع و يا ردّ اين نظر نگاشته شده بود, ر.ك: الذريعة, ج 10, ص 178 و ج 18, ص 340 ـ 341. برخلاف علماى قم, دانشمندان شيعى عراق چون ابن جنيد و ابن عقيل نعمانى براى گشادن روزه, به رؤيت ماه معتقد بوده اند. ر.ك: مختلف الشيعة, الحلّى, قم: 1418, ج3, ص 498 ـ 499. همچنين براى نقد اخبار دالّ بر سى روز بودن ماه رمضان, ر.ك: رسائل الشريف المرتضى, ج 1, ص 157 ـ 159 و ج 2, ص 17 ـ 63 (رسالة فى الردّ على أصحاب العدد); كتاب خانه ابن طاووس, ص 336, 338 و 491; نقض, عبدالجليل رازى قزوينى, تهران: 1358, ص 568 ـ 569.
34. كتاب من لا يحضره الفقيه, ج 2, ص 110 ـ 111; معانى الأخبار, ص 382 ـ 383; معانى الأخبار, ص 382 ـ 383.
35. الكافى, ج 4, ص 169 ـ 17; علل الشرائع, ج 2, ص 389.
36. فضل الإعتزال, ص 168. بحثى از ابو على جبّايى در مورد اين حديث نيز در اين كتاب (ص 289) آمده است. همچنين در مورد اين حديث, ر.ك: صحيح مسلم, ج 4, ص 2042 ـ 2044.
37.قديم ترين مأخذ براى اين اتّهام, گفته اى از ابن ريوندى است و ظاهراً همو اين سخن را شايع كرده است. ر.ك: شرح الأصول الخمسة, ص 730.
38. تهذيب الكمال, ج 31, ص 419.
39. مقصود, حسن بن على الناصر للحق(م 304) است (رجال الطوسى, ص 412).
40. براى نقد اين مطالب, ر.ك: آراى نخستين متكلّمان امامى در مورد مسئله غيبت, در: كمال الدين و تمام النعمة.
41. ابن هشام, اين اشعار را به صورت ديگرى آورده است(السيرة النبوية, ج 2, ص 13); مُبل الهدى و الرشاد, ج 5, ص 191.
42.نساء , آيه 95.
43. شعراء, آيه 224.
44. طور, آيه 30.
45. الزينة, أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازى, تحقيق: حسين المهدائى, صنعا, 1415ق, ص 109. ابو حاتم نيز بخشى در مشروعيت انشاى شعر آورده است.
46. لقمان, آيه 6.
47. حاقه, آيه 41.
48. توبه, آيه 14.
49. سبا, آيه 13.
50. صف, آيه 13.
51. يس, آيه 69.
52 . ر.ك: الفائق, الزمخشرى, ذيل «ضضض».
53 . در ادامه, حاكم به نقل از سيد ابوطالب, اشعار چندى از حضرت على(علیه السلام) آورده است(ص28 ـ 29). در جايى ديگر به ندبه امام سجاد(علیه السلام) اشاره مى كند و مى نويسد: «ولزين العابدين ـ عليه السلام ـ الندبة المعروفة يتضمن النظم والنثر روى سفيان بن عيينة, عن الزهرى عنه» (ص41).

منبع: www.hadith.net

دیدگاهتان را ثبت کنید

آدرس ایمیل شما منتشر نخواهد شد