خانه » همه » مذهبی » محتوای سوره انعام و معرفی آن در تفاسیر

محتوای سوره انعام و معرفی آن در تفاسیر

الأساس فى التفسير

سورة الأنعام‏، و هي السّورة السّادسة بحسب الرّسم القرآني و هي السّورة الخامسة من قسم الطّوال و آياتها مائة و خمس و ستون و هي مكيّة.

كلمة في سورة الأنعام:
قلنا إن سورة النساء، و المائدة، و الأنعام تفصل في المقطع الأول من القسم الأول من سورة البقرة. و أن سورة الأنعام محل تفصيلها الآيتان الأخيرتان من هذا المقطع و اللتان هما: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوی  إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏.
و لو أنك نظرت في السورة نظرة تأمل لوجدتها تفصيلا لهاتين الآيتين: فالآية الثانية من سورة الأنعام هي قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضی  أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ‏ لاحظ صلتها بقوله تعالى: وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ‏
و الآية الأخيرة في السورة هي: وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‏ لاحظ صلة الآية الأخيرة من سورة الأنعام بقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً. و الآية التي بعدها في سورة البقرة وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.
إن الآية الثانية في المحور هي‏ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً و الملاحظ أن كثيرا من آيات سورة الأنعام مبدوءة بقوله تعالى (و هو) و كثير من هذه الآيات تفصيل لكون الأرض بما فيها مخلوقة للإنسان.

 

البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد

سورة الأنعام‏ مكية غير ست آيات أو ثلاث، و قال الكلبي: الأنعام كلها مكية إلّا آيتين نزلتا بالمدينة فى فنحاص اليهودي، و هى: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسی مع ما يرتبط بهذه الآية.
و هى مائة و خمس و ستون آية، قاله البيضاوي. قال ابن عباس: (نزلت سورة الأنعام و حولها سبعون ألف ملك، لهم زجل‏ يجأرون بالتسبيح). و قال كعب: (فاتحة الأنعام هى فاتحة التوراة؛ الْحَمْدُ لِلَّهِ … إلی  … يَعْدِلُونَ‏، و خاتمة التوراة خاتمة هود؛ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ). و قيل: خاتمتها: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً … إلی … تَكْبِيراً. و قال سيدنا على- كرم اللّه وجهه-: (من قرأ سورة الأنعام فقد انتهى فى رضا ربه). قاله ابن عطية.
و مناسبتها لما قبلها: الاستدلال على قدرته تعالى التي ختم بها ما قبلها، و مضمنها: التعريف بالذات المقدسة، دلالة و عيانا، و الاستدلال على وحدانيتها و ما يجب لها من صفات الكمال، و الرد على طوائف المشركين، و ذم أحوالهم و أفعالهم، و مدح أهل التوحيد من العارفين أو المؤمنين، قال الشيخ زرّوق رضى اللّه عنه فى شرح الرسالة: ما ذكره الشيخ ابن أبى زيد، فى عقائد رسالته، هو ما تضمنته سورة الأنعام. ه. بالمعنى.

 

التبيان فى تفسير القرآن

سورة الانعام‏:
قال ابن عباس و مجاهد و قتادة و غيرهم: ان سورة الانعام مكية. و قال يزيد بن رومان بعضها مكي و بعضها مدني. و قال شهر بن خوشب: هي مكية إلا آيتين منها قوله تعالى: «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ» و التي بعدها. و روى عن ابن عباس انه قال نزلت سورة الانعام جملة بمكة معها سبعون الف ملك محدقون حولها بالتسبيح و التهليل و التحميد و هي مائة و خمس و ستون آية كوفى و ست في البصري و سبع في المدنيين. و روي عن ابن عباس أيضا انه قال هي مكية غير ست آيات منها فإنها مدنيات. «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ» و آيتان بعدها و قوله  «وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» الى آخرها و الآية التي بعدها «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری  عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ …» الى آخرها.
و روي عن أنس بن مالك انه قال: قال رسول اللَّه (ص): ما نزل علي سورة من القرآن جملة غير سورة الأنعام و ما جمعت الشياطين لسورة من القرآن جمعها لها و لقد بعث بها الي مع جبرائيل مع خمسين ملكا، أو قال خمسين الف ملك- شك الواقدي- نزل بها و تحفها حتى أقرَّها في صدري كما يقر الماء في الحوض و قد اعزني اللَّه و إياكم بها عزاً لا يذلنا بعده ابداً فيها دحض حجج المشركين و وعد من اللَّه لا يخلفه.
و روي عن كعب الأحبار انه قال: افتتحت التوراة بالحمد للَّه الذي خلق السماوات و الأرض و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. و ختمت بالحمد للَّه الذي لم يتخذ ولداً و لم يكن له شريك في الملك الى آخر الآية.

التحرير و التنوير

سورة الأنعام‏:
ليس لهذه السورة إلّا هذا الاسم من عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
روى الطبراني بسنده إلى عبد اللّه بن عمر: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: نزلت عليّ سورة الأنعام جملة واحدة و شيّعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح و التحميد.
و ورد عن عمر بن الخطاب، و ابن عباس، و ابن مسعود، و أنس بن مالك، و جابر بن عبد اللّه، و أسماء بنت يزيد بن السّكن، تسميتها في كلامهم سورة الأنعام. و كذلك ثبتت تسميتها في المصاحف و كتب التفسير و السنّة.
و سمّيت سورة الأنعام لما تكرّر فيها من ذكر لفظ الأنعام ستّ مرات من قوله:
وَ جَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَ الْأَنْعامِ نَصِيباً- إلى قوله- إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهذا [الأنعام:136- 144].
و هي مكيّة بالاتّفاق فعن ابن عبّاس: أنّها نزلت بمكّة ليلا جملة واحدة، كما رواه عنه عطاء، و عكرمة، و العوفي، و هو الموافق لحديث ابن عمر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المتقدّم آنفا. و روي أنّ قوله تعالى: وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِ‏ [الأنعام: 52] الآية نزل في مدة حياة أبي طالب، أي قبل سنة عشر من البعثة، فإذا صحّ كان ضابطا لسنة نزول هذه السورة. و روى الكلبي عن ابن عباس: أنّ ستّ آيات منها نزلت بالمدينة، ثلاثا من قوله: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه  [الأنعام: 91] إلى منتهى ثلاث آيات، و ثلاثا من قوله: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ‏- إلى قوله- ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ‏ [الأنعام: 151، 152]. و عن أبي جحيفة أنّ آية وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ [الأنعام: 111] مدنية.
و قيل نزلت آية وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَ‏ [الأنعام: 93] الآية بالمدينة، بناء على ما ذكر من سبب نزولها الآتي. و قيل: نزلت آية الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَه  [الأنعام: 20] الآية، و آية فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِه  [العنكبوت: 47] الآية، كلتاهما بالمدينة بناء على ما ذكر من أسباب نزولهما كما سيأتي. و قال ابن العربي في «أحكام القرآن» عند قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً [المائدة: 145] الآية أنّها في قول الأكثر نزلت يوم نزول قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ‏ [المائدة:3] الآية، أي سنة عشر، فتكون هذه الآيات مستثناة من مكية السورة ألحقت بها. و قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه  الآية من هذه السورة [91]. إن النّقّاش حكى أنّ سورة الأنعام كلّها مدنيّة. و لكن قال ابن الحصّار: لا يصحّ نقل في شي‏ء نزل من الأنعام في المدينة. و هذا هو الأظهر و هو الذي رواه أبو عبيد، و البيهقي، و ابن مردويه، و الطبراني، عن ابن عبّاس؛ و أبو الشيخ عن أبيّ بن كعب. و عن ابن عبّاس أنّها نزلت بمكّة جملة واحدة و دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الكتّاب فكتبوها من ليلتهم.
و روى سفيان الثوري، و شريك عن أسماء بنت يزيد الأنصارية: نزلت سورة الأنعام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جملة و هو في مسير و أنا آخذة بزمام ناقته إن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة. و لم يعيّنوا هذا المسير و لا زمنه غير أنّ أسماء هذه لا يعرف لها مجي‏ء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبل هجرته و لا هي معدودة فيمن بايع في العقبة الثانية حتى يقال: إنها لقيته قبل الهجرة، و إنّما المعدودة أسماء بنت عمرو بن عدي. فحال هذا الحديث غير بيّن.
و لعلّه التبس فيه قراءة السورة في ذلك السفر بأنّها نزلت حينئذ.
قالوا: و لم تنزل من السور الطوال سورة جملة واحدة غيرها. و قد وقع مثل ذلك في رواية شريك عن أسماء بنت يزيد كما علمته آنفا، فلعلّ حكمة إنزالها جملة واحدة قطع تعلّل المشركين في قولهم‏ لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً [الفرقان: 32]. توهّما منهم أنّ تنجيم نزوله يناكد كونه كتابا، فأنزل اللّه سورة الأنعام. و هي في مقدار كتاب من كتبهم التي يعرفونها كالإنجيل و الزبور، ليعلموا أنّ اللّه قادر على ذلك، إلّا أنّ حكمة تنجيم النزول أولى بالمراعاة. و أيضا ليحصل الإعجاز بمختلف أساليب الكلام من قصر و طول و توسّط، فإنّ طول الكلام قد يقتضيه المقام، كما قال قيس بن خارجة يفخر بما عنده من الفضائل: «و خطبة من لدن تطلع الشمس إلى أن تغرب إلخ» …
و قال أبو دؤاد بن جرير الأيادي يمدح خطباء إياد:
يرمون بالخطب الطوال و تارة             و حي الملاحظ خيفة الرقباء

و اعلم أنّ نزول هذه السورة جملة واحدة على الصحيح لا يناكد ما يذكر لبعض آياتها من أسباب نزولها، لأنّ أسباب نزول تلك الآيات إن كان لحوادث قبل الهجرة فقد تتجمّع أسباب كثيرة في مدة قصيرة قبل نزول هذه السورة، فيكون نزول تلك الآيات مسبّبا على تلك الحوادث، و إن كان بعد الهجرة جاز أن تكون تلك الآيات مدنيّة ألحقت بسورة الأنعام لمناسبات. على أنّ أسباب النزول لا يلزم أن تكون مقارنة لنزول آيات أحكامها فقد يقع السبب و يتأخّر تشريع حكمه.
و على القول الأصحّ أنّها مكيّة فقد عدّت هذه السورة الخامسة و الخمسين في عدّ نزول السور. نزلت بعد سورة الحجر و قبل سورة الصافات.
و عدد آياتها مائة و سبع و ستّون في العدد المدني و المكّي، و مائة و خمس و ستّون في العدد الكوفي، و مائة و أربع و ستون في الشامي و البصري.

أغراض هذه السورة:
ابتدأت بإشعار الناس بأن حقّ الحمد ليس إلّا للّه لأنّه مبدع العوالم جواهر و أعراضا فعلم أنّه المتفرّد بالإلهية. و إبطال تأثير الشركاء من الأصنام و الجنّ بإثبات أنّه المتفرّد بخلق العالم جواهره و أعراضه، و خلق الإنسان و نظام حياته و موته بحكمته تعالى و علمه، و لا تملك آلهتهم تصرّفا و لا علما. و تنزيه اللّه عن الولد و الصاحبة. قال أبو إسحاق الإسفرائيني في سورة الأنعام كلّ قواعد التوحيد.
و موعظة المعرضين عن آيات القرآن و المكذّبين بالدين الحقّ، و تهديدهم بأن يحلّ بهم ما حلّ بالقرون المكذّبين من قبلهم و الكافرين بنعم اللّه تعالى، و أنّهم ما يضرّون بالإنكار إلّا أنفسهم. و وعيدهم بما سيلقون عند نزع أرواحهم، ثم عند البعث.
و تسفيه المشركين فيما اقترحوه على النبي‏ء صلّى اللّه عليه و سلّم من طلب إظهار الخوارق تهكّما.
و إبطال اعتقادهم أنّ اللّه لقّنهم على عقيدة الإشراك قصدا منهم لإفحام الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم و بيان حقيقة مشيئة اللّه. و إثبات صدق القرآن بأنّ أهل الكتاب يعرفون أنّه الحقّ.
و الإنحاء على المشركين تكذيبهم بالبعث، و تحقيق أنّه واقع، و أنّهم يشهدون بعده العذاب، و تتبرّأ منهم آلهتهم التي عبدوها، و سيندمون على ذلك، كما أنّها لا تغني عنهم شيئا في الحياة الدنيا، فإنّهم لا يدعون إلّا اللّه عند النوائب.
و تثبيت النبي‏ء صلّى اللّه عليه و سلّم و أنّه لا يؤاخذ بإعراض قومه، و أمره بالإعراض عنهم.
و بيان حكمة إرسال اللّه الرسل، و أنّها الإنذار و التبشير و ليست وظيفة الرسل إخبار الناس بما يتطلّبون علمه من المغيّبات.
و أنّ تفاضل الناس بالتقوى و الانتساب إلى دين اللّه. و إبطال ما شرعه أهل الشرك من شرائع الضلال.
و بيان أنّ التقوى الحقّ ليست مجرّد حرمان النفس من الطيّبات بل هي حرمان النفس من الشهوات التي تحول بين النفس و بين الكمال و التزكية.
و ضرب المثل للنبي‏ء مع قومه بمثل إبراهيم مع أبيه و قومه؛ و كان الأنبياء و الرسل على ذلك المثل من تقدّم منهم و من تأخّر.
و المنّة على الأمة بما أنزل اللّه من القرآن هدى لهم كما أنزل الكتاب على موسى، و بأن جعلها اللّه خاتمة الأمم الصالحة.
و بيان فضيلة القرآن و دين الإسلام و ما منح اللّه لأهله من مضاعفة الحسنات.
و تخلّلت ذلك قوارع للمشركين، و تنويه بالمؤمنين، و امتنان بنعم اشتملت عليها مخلوقات اللّه، و ذكر مفاتح الغيب.
قال فخر الدّين: قال الأصوليّون (أي علماء أصول الدين): السبب في إنزالها دفعة واحدة أنّها مشتملة على دلائل التوحيد و العدل و النبوءة و المعاد و إبطال مذاهب المعطّلين و الملحدين فإنزال ما يدلّ على الأحكام قد تكون المصلحة أن ينزله اللّه على قدر حاجاتهم و بحسب الحوادث، و أمّا ما يدلّ على علم الأصول فقد أنزله اللّه جملة واحدة.
و هي أجمع سور القرآن لأحوال العرب في الجاهلية، و أشدّها مقارعة جدال لهم و احتجاج على سفاهة أحوالهم من قوله: وَ جَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَ الْأَنْعامِ نَصِيباً [الأنعام: 136]، و فيما حرّموه على أنفسهم ممّا رزقهم اللّه.
و في «صحيح البخاري» أنّ ابن عبّاس قال: إذا سرّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين و مائة من سورة الأنعام [140] قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ حَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِراءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ‏.
و وردت في فضل سورة الأنعام و فضل آيات منها روايات كثيرة عن النبي‏ء صلّى اللّه عليه و سلّم عن‏
ابن مسعود، و ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و ابن عبّاس، و أسماء بنت يزيد. 

 

التفسير القرآنى للقرآن

سورة الأنعام‏:
أسماؤها: أشهر أسمائها: الأنعام، لكثرة ما ذكر فيها من لفظ «أنعام» و تسمى الحجّة، لأنها اشتملت علما كثيرا من دلائل حجة النبوة.
نزولها: ملكية .. إلا ست آيات نزلت بالمدينة ..
و قيل إن السورة نزلت دفعة واحدة، ما عدا هذه الآيات الست.
عدد آياتها: مائة و خمس و ستون آية.
عدد كلماتها: ثلاثة آلاف و اثنتان و خمسون كلمة.
عدد حروفها: اثنا عشر ألفا و مئتان و أربعون حرفا.

 

التفسير المنير فى العقيدة و الشريعة و المنهج

سورة الأنعام‏:
مكية و هي مائة و خمس و ستون آية، و هي السورة السادسة من القرآن الكريم.

تسميتها:
تسمى سورة الأنعام، لورود ذكر الأنعام فيها: وَ جَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَ الْأَنْعامِ نَصِيباً .. وَ قالُوا: هذِهِ أَنْعامٌ وَ حَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ .. [الآيتان: 138، 139].

نزولها و فضلها:
نزلت جملة واحدة لاشتمالها على أصول الاعتقاد، قال ابن عباس: «نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة، حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح»
و روى ابن عمر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة، و شيّعها سبعون ألفا من الملائكة، لهم زجل بالتسبيح و التحميد»
و السبب فيه أنها مشتملة على دلائل التوحيد و العدل و النبوة و المعاد، و إبطال مذاهب المبطلين و الملحدين. و لكن لا مانع من أن يكون بعض آياتها مدنيا، ثم أمر النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم بوضعه في موضعه من السورة.

مناسبتها لما قبلها:
تضمنت كل من سورتي المائدة و الأنعام محاجة أهل الكتاب في مواقفهم‏ و عقائدهم، كما ذكر فيهما أحكام المطعومات المحرّمة و الذبائح، و الرد على أهل الجاهلية بتحريم بعض الأنعام تقرّبا إلى الأوثان.

ما اشتملت عليه:
قال العلماء: هذه السورة أصل في محاجّة المشركين، و غيرهم من المبتدعين، و من كذب بالبعث و النّشور، و هذا يقتضي إنزالها جملة واحدة؛ لأنها في معنى واحد من الحجّة، و إن تصرف ذلك بوجوه كثيرة، و عليها بنى المتكلّمون أصول الدّين؛ لأن فيها آيات بيّنات تردّ على القدريّة «1».
هذه السّورة شأنها كشأن السّور المكيّة عنيت بأصول العقيدة و الإيمان: و هي إثبات الألوهية، و الوحي و الرّسالة، و البعث و الجزاء.
و تعتمد في ترسيخ العقيدة بهذه الأصول على أسلوبي التّقرير و التّلقين.
أما أسلوب التّقرير: فهو يعرض أدلة وجود اللّه و توحيده في صورة المسلّمات البديهية، بالاعتماد على التصريح بالخلق للّه تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ .. أو بضمير الغائب: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ‏ وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ‏ وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِه  وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِ‏ وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ …
و أما أسلوب التلقين: فهو إيراد الحجج بتعليمها الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم و تلقينها إياه لعرضها على الخصوم، و ذلك بطريق السؤال و الجواب، مثل: قُلْ: لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، قُلْ: لِلَّهِ، كَتَبَ عَلی  نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قُلْ: أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً؟ قُلِ: اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ‏ قُلْ: أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَ أَبْصارَكُمْ وَ خَتَمَ عَلی  قُلُوبِكُمْ، مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِه
______________________________
(1) تفسير القرطبي: 6/ 383

وَ قالُوا: لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ، قُلْ: إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلی  أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً …
و مجمل ما اشتملت عليه هذه السورة هو ما يأتي:
1- إثبات أصول الاعتقاد عن طريق الإقناع و التأثير و المناظرة و الجدل، و الجواب عن سؤال، كوجود اللّه و توحيده و صفاته و آياته في الأنفس و الآفاق، و تأثير العقيدة في العمل.
2- إثبات النبوة و الرسالة و الوحي و الرد على شبهات المشركين بالأدلة العقلية و العلمية و الحسية.
3- إثبات البعث و الحساب و الجزاء على الأعمال يوم القيامة، إن خيرا فخير، و إن شرا فشر.
4- تبيان أصول الدين و الأخلاق و الآداب الاجتماعية أو الوصايا العشر المقررة في كل رسالة إلهية.
5- الدين من عهد آدم إلى محمد عليهما السلام واحد في أصله و وسائله و غاياته، فتجزئته، و الإيمان ببعضه و ترك بعضه، و تفرقته بالمذاهب و الآراء الشخصية مصادم لأصل الدين.
6- السعادة و الشقاوة و الجزاء الأخروي على الحسنات و السيئات منوطة بالأعمال البشرية.
7- الناس ضمن السنن الإلهية و الأقدار عاملون بالإرادة و الاختيار، فلا جبر و لا إكراه، و لا تعارض بين إرادة اللّه و ما يكسبه الإنسان؛ لأن قدر اللّه معناه ربط المسببات بالأسباب، على وفق علمه و حكمته.
8- العدل الإلهي يقتضي التفاوت بين الأمم و الأفراد، فيهلك اللّه الظالمين، و ينعم على الطائعين، و يمكّن للأصلح في إرث الحياة.
9- اللّه مصدر التشريع و التحليل و التحريم، فلا يحق لإنسان الافئتات على حق اللّه في ذلك.
10- على الإنسان الاعتبار و الاتعاظ بأحوال الأمم الغابرة التي كذبت الرسل، و عليه النظر في الكون للاستدلال بآياته الكثيرة على قدرة اللّه و علمه و عظمته.
11- الناس في الحياة في تسابق و تنافس و اختبار، ليعلم المفسد من المصلح، و الجزاء ينتظر الجميع، و اللّه يمهل و لا يهمل ليتوب الإنسان و يصلح شأنه، و رحمة اللّه وسعت كل شي‏ء.

 

التفسير الواضح

سورة الأنعام‏:
آياتها 165 آية و هي سورة مكية إلا بعض آيات قلائل، و هي سورة جامعة لأصول التوحيد شارحة للعقيدة الإسلامية و خاصة أحوال البعث و إثبات الرسالة و ما يتبع ذلك.
و قد تضافرت الروايات على أنها نزلت جملة واحدة،
فقد روى نافع عن ابن عمر- رضى اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «نزلت علىّ سورة الأنعام جملة واحدة و شيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح و التحميد»
و لا مانع في أن يكون بعض آياتها مدنيا ثم وضعه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في موضعه من السورة.
و قال القرطبي: هذه السورة أصل في محاجة المشركين و غيرهم من المبتدعة و من كذب بالبعث و النشور، و هذا يؤيد نزولها جملة واحدة.
أما مناسبتها: ففي المائدة محاجة أهل الكتاب و في هذه محاجة المشركين، و المائدة ذكرت المحرمات بالتفصيل لأنها من آخر القرآن نزولا، و الأنعام ذكرت ذلك جملة.

 

التفسير الوسيط للقرآن الكريم

1- متى نزلت سورة الأنعام؟
سورة الأنعام عدد آياتها خمس و ستون و مائة آية و هي أول سورة مكية من طوال المفصل بالنسبة لترتيب المصحف، و تعتبر بالنسبة لهذا الترتيب السورة السادسة، فقد سبقتها سور:
الفاتحة، و البقرة، و آل عمران، و النساء، و المائدة، و هي سور مدنية باستثناء سورة الفاتحة.
أما ترتيبها في النزول فقد قال العلماء: إنها السورة السادسة و الخمسون، و إن نزولها كان بعد نزول سورة «الحجر».
و يغلب على الظن أن نزول سورة الأنعام كان في السنة الرابعة من البعثة النبوية الشريفة، و ذلك لأن سورة الحجر التي نزلت قبلها فيها آية تأمر النبي صلى اللّه عليه و سلم بأن يجهر بدعوته و هي قوله- تعالى- فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ‏ «1».
…….

3- أين نزلت سورة الأنعام:
يرى جمهور العلماء أن سورة الأنعام كلها مكية، و يرى فريق منهم أنها كلها نزلت بمكة ما عدا الآيات 20، 23، 91، 93، 104، 141، 151، 152، 153.
و لعل الذي حمل أصحاب هذا الرأى على القول بأن هذه الآيات التسع مدنية ورود بعض الروايات بذلك، و أنها آيات نزلت في بيان أحكام تتعلق بالحلال و الحرام من التكاليف العملية، و هي لهذا كانت أنسب بالمدينة.
و الذي تطمئن إليه النفس و عليه المحققون من المفسرين أن سورة الأنعام قد نزلت كلها بمكة جملة واحدة.

4- لما ذا سميت بسورة الأنعام؟
الأنعام لغة تطلق على ذوات الخف و الحافر من الحيوان، و هي- الإبل و البقر و الغنم- و قد سميت سورة الأنعام بهذا الإسم، لأنها فصلت الحديث عن هذه الأنواع بطريقة متعددة الجوانب، متنوعة الأهداف.
و قد تكرر لفظ الأنعام في تلك السورة ست مرات في أربع آيات…….
هذه هي أهم المقاصد التي اشتملت عليها سورة الأنعام، و منها نستخلص أن الأغراض الرئيسية التي استهدفتها السورة الكريمة تتركز فيما يلي:
(أ) إقامة الأدلة على وحدانية اللّه و قدرته، و أنه سبحانه- هو المستحق للعبادة و الخضوع، و أن شريعته وحدها هي التي يجب أن تكون مرجعنا في كل ما يتعلق بعبادتنا و معاملاتنا و سائر شئوننا.
(ب) إقامة الأدلة على صدق النبي صلى اللّه عليه و سلم في دعوته، مع بيان وظيفته و تسليته عما يلاقيه من أعدائه.
(ج) إقامة الأدلة على أن يوم القيامة حق، و على أن الناس سيحاسبون فيه على أعمالهم، إن خيرا فخير و إن شرا فشر.
(د) تفنيد الشبهات التي أثارها المشركون حول هذه الأمور الثلاثة السابقة بأسلوب يقنع العقول، و يهدى القلوب، و يرضى العواطف، و يحمل العقلاء على المسارعة إلى الدخول في هذا الدين عن طواعية و اختيار.

 

تفسير اثنا عشرى

«سوره ششم» (انعام):
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ اين سوره مباركه نزد ابن عباس مكى است الّا شش آيه «وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» «1» تا آخر سه آيه و «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ» «2» تا آخر سه آيه كه در مدينه نازل شده.
عدد آيات- صد و شصت و پنج به عدد كوفى.
عدد كلمات- سه هزار و پنجاه و سه كلمه.
عدد حروف- دوازده هزار و چهار صد و بيست و دو.
ثواب قرائت: 1- عياشى- از حضرت صادق عليه السّلام كه فرمود: سوره انعام يك دفعه نازل شد و هفتاد هزار ملك مشايعت و تعظيم آن نمودند. چه در هفتاد موضع اين سوره، نام نامى الهى مندرج است، و اگر مردمان بدانند فضل قرائت اين سوره را، هرگز ترك آن نكنند و هميشه به قرائت آن مشغول باشند. «3»
________________________
(1) انعام آيه 91.
(2) انعام آيه 151.
(3) عياشى، جلد اوّل، صفحه 353، حديث اوّل.

 

تفسير احسن الحديث

سورة الأنعام مكيّة و اياتها 165 نزلت بعد سورة الحجر
سوره انعام‏ در مكه نازل شده و صد و شصت پنج آيه است‏.

نظرى به كليات سوره:
1- سوره انعام پنجاه پنجمين سوره است كه در مكه نازل گرديد، عدد آيات آن صد و شصت و پنج و در نقلى صد و شصت و شش می باشد. قارئان شامى صد و شصت هفت گفته اند.
2- ابو بصير از حضرت صادق عليه السّلام نقل كرده: سوره انعام همه اش به يك بار نازل شد و به وقت نازل شدن هفتاد هزار فرشته آن را مشايعت كرد، اين سوره را تعظيم و تبجيل كنيد. اين سخن از حضرت رضا عليه السّلام و از ابى بن كعب از رسول خدا صلى اللَّه عليه و اله نيز نقل شده است‏«1».
3- از روايات معلوم می شود كه اين سوره در زمان رسول خدا و به زبان آن حضرت سوره انعام ناميده شده است، به نظر می آيد علّت اين نامگذارى، آيات 136 تا 146 باشد كه در آنها بدعتهاى مشركان در زمينه چهارپايان نقل شده و حيوانات حلال گوشت نيز ذكر شده اند.
______________________________
(1) در تفسير عياشى و مجمع البيان نقل شده:
«عن الرضا (علیه السلام): نزلت الانعام جملة واحدة شيعها سبعون الف ملك لهم زجل بالتسبيح و التهليل و التكبير فمن قرأها سبحوا له الى يوم القيامة».
در جوامع الجامع نقل شده: «و فى حديث ابى قال رسول اللَّه (ص) نزلت الانعام جملة واحدة شيعها سبعون الف ملك …».

4- در زمينه مطالب سوره بايد بدانيم كه در اين سوره مسئله توحيد و ربوبيت خدا و تسلّط همه جانبه او بر جهان و اداره آن، به نحو احسن بيان گرديده است، و نيز مسئله معاد و بازگشت اعمال و انكار مشركان و مقاومت آنها در برابر پيامبران بازگو شده است، دقت در مطالب آن نشان می دهد كه در مكه و قبل از هجرت نازل شده است، شيعه و اهل سنّت نيز چنين گفته اند، در جوامع الجامع نقل شده كه شش آيه از آن در مدينه نازل گشته و به قول بعضى نه آيه. در اينجا لازم است يك مسئله مهمى را بررسى نمائيم.
مورد نزاع ما بين پيامبران و مشركان: بايد دانست نزاع ما بين پيامبران و مشركان در وجود خدا نبود، به عبارت ديگر مطلب اين نبود كه پيامبران بگويند خدا هست و مشركان بگويند خدا نيست، بلكه هر دو گروه در اعتقاد بوجود خدا توافق داشتند. قرآن مجيد از مشركان مكه نقل می كند كه بتها را واسطه هاى خدا می دانستند و می گفتند: … هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّه  يونس/ 18 و چون عقيده به معاد نداشتند، منظورشان واسطه بودن در كارهاى دنيوى بود و نيز می گفتند: … ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفی  زمر/ 4، على هذا مشركان به وجود خدا عقيده داشتند و بتها را واسطه در پيش خدا و وسيله تقرب به خدا می دانستند در سوره اعراف و هود كه حالات پيامبرانى امثال نوح، صالح، هود، لوط و مانند آنها نقل شده است، همه سخن خود را با كلمه  يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُه  شروع كرده اند، پس وجود خدا و آفريننده نزد هر دو گروه متسالم عليه بوده است.
على هذا اختلاف و نزاع در مسئله توحيد و اداره جهان بود، به عبارت ديگر پيامبران می گفتند: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ خلق و تدبير و اداره جهان هر دو از خدا است ولى مشركان اين سخن را فقط در خلقت قبول داشتند نه در چرخانيدن و اداره جهان و جلب منافع و دفع مضار.
توضيح ديگر آنكه پيغمبران می گفتند: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلی  كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ‏ آل عمران/ 26- 27 هر چيز در دست خداست‏ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏، موجودات طبيعى همه سايه هاى خدا و واسطه می باشند كه او آفريده و هيچ يك در كار خود استقلال ندارند.
على هذا به حكم‏ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ بايد به خدا عبادت كرد و از او فرمان برد و از او ترسيد و باو روى آورد و از او خواست و باو ناليد و رضاى او را در نظر گرفت. اما مشركان موجودات طبيعى را در اداره كارها مستقل می دانستند و در دفع ضرر. و جلب منفعت به بتها روى آورده بودند، يعنى خدا را فقط خالق خالى می دانستند و در مقام تدبير و به عبادت به كلى از خداى سبحان بريده بودند، براى نمونه می شود وضع فعلى دنياى اروپا را مثلا در نظر گرفت كه به عنوان مسيحيت وجود خدا را قبول دارند ولى در اداره زندگى مطلقا از خدا خبرى نيست به طاغوتها روى آورده و از خود قوانين جعل كرده و پادشاهان و رؤسا را حلال مشكلات حساب كرده و به كلى از خدا بريده اند ديگر نه توحيدى در ميان هست و نه توجه به خدا، جوامعى كه پيامبران در آن مبعوث می شدند نظير چنين جوامعى بود، اين زندگى در دنيا بربريت و در آخرت موجب عذاب است.

 

تفسير المراغى

سورة الأنعام‏:
آيها خمس و ستون و مائة، نزلت بعد الحجر و هى مكية إلا الآيات 20، 23، 91، 93، 114، 141، 151، 152، 153 و قد روى كثير من المحدّثين عن غير واحد من الصحابة و التابعين أن هذه السورة نزلت جملة واحدة.

مناسبة هذه السورة لما قبلها:
الناظر إلى ترتيب السور كلها فى المصحف يرى أنه قد روعى فى ترتيبها الطول و التوسط و القصر فى الجملة، ليكون ذلك أعون على التلاوة و أسهل فى الحفظ؛ فالناس يبدءون بقراءته من أوله فيكون الانتقال من السبع الطوال إلى المئين فالمثانى فالمفصل أنفى للملل و أدعى إلى النشاط، و يبدءون بحفظه من آخره لأن ذلك أسهل على الأطفال و لأنه قد روعى التناسب فى معانى السور مع التناسب فى مقدار الطول و القصر.

و وجه مناسبتها لآخر سورة المائدة من وجوه عدة:
(1) إن معظم سورة المائدة فى محاجة أهل الكتاب، و معظم سورة الأنعام
(2) إن سورة الأنعام قد ذكرت فيها أحكام الأطعمة المحرمة و الذبائح بالإجمال، و ذكرت فى المائدة بالتفصيل و هى قد نزلت أخيرا.
(3) إن هذه افتتحت بالحمد و تلك اختتمت بفصل القضاء و بينهما تلازم كما قال: «وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ، وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».

 

تفسير جامع

سوره انعام‏:
در مكه نازل شده در كافى از حضرت صادق عليه السّلام روايت كرده فرمود سوره انعام يكدفعه در مكه نازل شد و يكصد و شصت و پنج آيه است‏.

 

تفسیر كوثر

مشخصات سوره انعام‏:
سوره مباركه انعام در مكه نازل شده و تمام آيات آن مكّى و به هم پيوسته است البته بعضی ها شش آيه از اين سوره را مدنى می دانند كه عبارت است از آيات 91- 93 و آيات 151- 153 كه در مدينه نازل شده است. در بعضى از روايات آمده كه اين سوره يكجا نازل شده و موقع نزول آن هفتاد هزار فرشته آن را همراهى می كرده است. اين سوره شصت و نهمين سوره اى است كه بر پيامبر نازل شده و نزول آن بعد از سوره حجر بوده است. اين سوره داراى صد و شصت و پنج آيه است هر چند در بعضى از رؤوس آيات اختلاف وجود دارد ولى در قرائت كوفی ها همان صد و شصت و پنج آيه لحاظ شده و در قرآنهاى معمولى هم به همين تعداد آمده است.
براى خواندن اين سوره فضايلى در روايات نقل شده كه بعضى از آنها را می آوريم:
1- جابر بن عبد اللَّه از پيامبر (ص) نقل می كند كه هر كس سه آيه اوّلِ سوره انعام را بخواند، خداوند چهل هزار فرشته را براى او موكّل می كند كه عبادت آنها را به حساب او بنويسند … «1»
2- امام صادق (ع) می فرمايد: سوره انعام يك جا نازل شده و هفتاد ملك آن را مشايعت كرده اند و به تعظيم و تبجيل آن پرداخته اند چون نام خدا هفتاد بار در اين‏ سوره آمده است.
______________________________
(1)- مجمع البيان، ج 4، ص 421.
كوثر، ج‏3، ص: 320

اگر مردم می دانستند كه قرائت آن چه فضيلتى دارد، آن را ترك نمی كردند … «1»
3- امام رضا (علیه السلام) فرمود: سوره انعام يك جا نازل شده و هفتاد هزار ملك تسبيح و تهليل و تكبير گويان آن را مشايعت كردند. پس هر كس آن را قرائت كند، آن فرشتگان تا قيامت او را تسبيح می گويند. «2»
البته اين فضيلت‏ها كه براى قرائت اين سوره يا سوره هاى ديگر نقل شده، براى تشويق مردم به خواندن قرآن است و صد البته قرائت سوره هاى قرآنى اگر همراه با تدبّر و عمل باشد، پاداشهاى بزرگى خواهد داشت و نبايد در آن ترديد كرد. اگر اين روايات كه نقل كرديم از لحاظ سند درست باشد، ناظر به همين مطلب است يعنى قرائت اين سوره همراه با تدبر در آيات آن و عمل به احكام آن، اين فضيلت را دارد.

دورنمايى از اين سوره:
اين سوره با حمد خدا و ذكر بعضى از اوصاف او آغاز می شود، سپس از عكس العمل ناپسند كافران در برابر پيامبران سخن به ميان می آيد و نزول عذاب الهى بر آنان خاطر نشان می گردد و از رحمت خدا بر مردم و اينكه روز قيامت همه انسانها را يك جا جمع خواهد كرد و از توحيد و صفات الهى می گويد و از نزول قرآن براى تبليغ دين به تمام كسانى كه پيام الهى به آنها می رسد صحبت می كند سپس از كافران و مشركان سخن می گويد و سرنوشت آنها را در قيامت هنگامى كه با آتش جهنم روبرو شدند متذكر می شود. آنگاه از مشركان كه قرآن را تكذيب كردند و دل پيامبر را آزردند، سخن می گويد و اينكه همواره در طول تاريخ، پيامبران را تكذيب و اذيت كرده اند. سپس افرادى را كه آيات خدا را تكذيب كرده اند كران و لالان قلمداد می كند و از عذاب احتمالى خدا بر آنها خبر می دهد و از آمدن پيامبران‏
______________________________
(1)- تفسير عياشى، ج 1، ص 353.
(2)- تفسير قمى، ج 1، ص 193.

و قساوت دلهاى مردم و پيروى آنها از شيطان سخن می گويد و از گروهى كه خدا را فراموش كردند و به خود مغرور شدند ولى خداوند بلاى خود را بر آنها نازل كرد، يادى می كند.
در آيات بعدى كسانى از مؤمنان را كه شب و روز به ياد خدا هستند، به پيامبر سفارش می كند و دستور می دهد كه چون با مؤمنان روبرو شدى به آنها سلام بده و رحمت خدا را به يادآور و بگو كه خدا توبه گناهكاران را می پذيرد؛ سپس چند پيام با لفظ «قل بگو» به مردم می دهد و آنگاه از كليدهاى غيب كه نزد خداست و از علم او بر همه چيز حتى برگى كه از درختى ساقط می شود، سخن می گويد و بعضى ديگر از صفات الهى را بيان می كند؛ سپس درباره كسانى كه آيات خدا را مسخره می كنند دستور می دهد كه از آنها دورى كنيد و به مشركان می گويد كه چگونه چيزى را كه نه نفعى دارند و نه ضررى به خدايى می پذيرند و اين كار، كار شيطان و ياران اوست و خدا مردم را هدايت می كند. سپس دستور اقامه نماز می دهد و به سوى تقوامى خواند و از اوصاف خدا می گويد.
در قسمت ديگرى از اين سوره داستان حضرت ابراهيم و صحبت او با آزر درباره بت و بت پرستى و جريان او را در محاجه با ستاره پرستان و راهيابى او به توحيد ناب و فطرى و محاجّه او را با قوم خود می آورد و از اسحاق و يعقوب و داود و سليمان و ايوب و يوسف و موسى و هارون و زكريا و يحيى و عيسى و الياس و اسماعيل و يسع و يونس و لوط نام می برد و متذكر می شود كه به اينها كتاب و حكمت و نبوت داديم؛ سپس تذكراتى را به يهود می دهد و اينكه آنان بسيارى از حقايق را پنهان می كنند و از قرآن كه كتابى مبارك است و تورات و انجيل را تصديق می كند، سخن می گويد. آنگاه از مدعيان دروغين نبوت و عذابى كه در انتظار آنهاست صحبت می كند و پس از تذكراتى بار ديگر اوصاف خدا را مطرح می سازد و از اينكه مشركان بعضى از اقسام جنّ را شريك خدا قرار داده اند و يا براى خدا فرزندانى قائل شده اند انتقاد می كند و باز اوصاف خداوند را بر می شمارد و به پيامبر خود دستور می دهد كه پيرو وحى باشد و از مشركان اعراض كند و نيز دستور می دهد كه مشركان را سبّ نكنيد كه مبادا آنها هم خدا را سبّ كنند.
اين حقيقت كه بعضى از كافران هر گونه آيه و معجزه اى را ببينند ايمان نمی آورند، در قسمت بعدى آيات آمده به اضافه اينكه هر پيامبرى دشمنى از انس و جنّ داشته است. سپس از داورى خداوند سخن به ميان می آورد و دستور می دهد كه در حقّى كه از سوى خدا آمده ترديد نكن و سخن خدا بر اساس راستى و عدل استوار است و از كسانى كه همواره تابع گمانهاى خود هستند پيروى نكن. آنگاه دستور می دهد كه از گوشت حيواناتى كه نام خدا بر آنها برده شده بخوريد و خدا آنچه را كه حرام است به شما خواهد گفت و از گناه ظاهرى و باطنى بپرهيزيد. در آيات بعدى از گنهكاران و كافران و عذاب شديدى كه براى آنها آماده شده سخن می گويد و خاطر نشان می سازد كه هر كس را كه خدا بخواهد هدايت كند، سينه او را براى پذيرش اسلام باز می كند و هر كس را كه بخواهد گمراه كند سينه او را تنگ می كند و سپس راه خود را كه راه مستقيم است نشان می دهد و به مؤمنان وعده دار السلام می دهد سپس صحنه اى از صحنه هاى قيامت و گفتگويى را كه با جنّ به عمل خواهد آمد نقل می كند و پس از آن روشن می كند كه خدا هيچ گاه يك آبادى را از روى ستم هلاك نمی كند و او خداى بى نياز و داراى رحمت است و اگر بخواهد شما را می برد و قوم ديگرى را جايگزين شما می كند.
در آيات بعدى از كار زشت مشركان می گويد كه از زراعتها و دامهايشان قسمتى را براى خدا و قسمتى را براى بتها قرار می دهند و بعضى ديگر از خرافات آنها را نقل می كند. سپس نعمتهاى خدا را از قبيل باغها و ميوه ها و گوشت دامها برمی شمارد و غير از چيزهايى مانند ميته و خون و گوشت خوك با گوشت حيوانى كه براى خدا ذبح نشده، بقيه را حلال معرفى می كند و از بعضى از چيزهاى حلال كه بر بنى اسرائيل به عنوان مجازات آنها حرام شده بود، ياد می كند. در آيات بعدى تكذيب كنندگان پيامبر اسلام را از عذاب الهى برحذر می دارد و پس از سخنی درباره مشركان می فرمايد: «حجة بالغه» از آنِ خداست و او اگر بخواهد همه شما را هدايت می كند سپس بعضى از محرمات را مانند شرك و قتل اولاد از ترس فقر و نزديك شدن به فحشا و قتل نفس و خوردن مال يتيم مطرح می سازد و خاطرنشان می كند كه راه خدا راه مستقيم است ولى راه ديگران باعث تفرقه و جدايى می شود و ضمن اشاره به حضرت موسى و كتابى كه به او داده شد، بعضى از بهانه جويی هاى كافران عصر پيامبر اسلام را بر می شمارد و پيامبر را از كسانى كه در دين تفرقه انداختند برحذر می دارد و به ذكر اين معنا می پردازد كه هر كس يك كار خوب انجام دهد خداوند ده برابر به او می دهد ولى اگر يك كار بد انجام دهد فقط يك برابر خواهد ديد.
در قسمت پايانى سوره، به پيامبر خود دستوراتى می دهد و اينكه وضع خودش را از لحاظ عقيده و اينكه او تابع دين ابراهيم است به مردم روشن كند؛ سپس اين حقيقت را يادآور می شود كه هر انسانى مسئول كارهاى خويشتن است و هيچ كس وزر و وبال ديگرى را برنمى دارد و به مردم تذكر می دهد كه شما جانشينان انسانهاى پيشين در روى زمين هستيد و بعضى از شما بر بعضى ديگر برترى دارد و اين به جهت امتحان شماست و خدا سريع الحساب و غفور و رحيم است.

 

تفسير نور

سيماى سوره ى انعام‏:
اين سوره، يكصد و شصت و پنج آيه دارد و همه ى آيات آن يكجا در مكّه و با تشريفات خاصّى نازل شده است. جبرئيل، اين سوره را با بدرقه ى هفتاد هزار فرشته بر پيامبر خدا صلى الله عليه و آله نازل كرد.
پيام اصلى آيات اين سوره، مبارزه با شرك و دعوت به توحيد است. از آنجا كه مشركان جزيرة العرب به اعتقاد خود، بعضى چهارپايان را حلال و بعضى را حرام می دانستند، قرآن در مقام مبارزه با اين‏گونه خرافات و باورهاى غلط، از آيه ى 136 اين سوره به بعد، احكامى را در مورد چهارپايان بيان می دارد كه بدين جهت اين سوره، «انعام» نام گرفته است.
در هيچ سوره اى به اندازه ى اين سوره، كلمه ى «قل» نيامده است. تكرار 44 بار اين خطاب به پيامبر، شايد به خاطر آن است كه در اين سوره، عقائد باطل و انحراف‏ها و توقّعات بى جاى مشركان بيان شده و لازم است قاطعيّت در كار باشد. اين مطلب بيانگر آن است كه پيامبر صلى الله عليه و آله مأمور است متن وحى را بی كم و كاست بگويد.

 

روض الجنان و روح الجنان فى تفسيرالقرآن

سورة الأنعام‏:
عبد اللّه عبّاس و مجاهد و قتاده [گفتند] «1»: اين سورت مكّى است، و يزيد بن رومان گفت: بهرى مكّى است و بهرى مدنى است، و شهر بن حوشب گفت: سورت مكّى است مگر دو آيت: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ‏ «2»، و آن آيت كه از پس اين است.
عبد اللّه عبّاس گفت: سورة الانعام به يك بار فرود آمد به مكّه هفتاد هزار فرشته  «3» با آن بودند به تسبيح و تهليل و تحميد. و اين سورت صد و شصت‏ «4» و پنج آيت است در عدد كوفيان، و شش در عدد بصريان و هفت در عدد مدنيان. و انس مالك روايت كند كه رسول- صلّى اللّه عليه و آله- گفت: هيچ سورت بر من فرود نيامد به يك بار مگر سورة الأنعام كه چون فرود آمد پنجاه فرشته  «5» او «6» پنجاه هزار- شك‏ «7» از راوی  «8» است- با آن بودند و در پيرامن آن بودند، ايشان را زجلى و آوازى بود به تسبيح و تهليل بر من خواندند «9» و در دل من قرار دادند آن را چنان كه آب را در حوض قرار دهند، و خداى تعالى مرا و شما را به اين سورت عزّى داد كه پس از [آن‏] «10» ذلّ نبود، در اين سورت دحض حجّت مشركان كرد و وعده داد، وعده اى كه خلاف نكند.

 

زاد المسير فى علم التفسير

سورة الانعام‏، فصل في نزولها:
روى مجاهد عن ابن عباس: أنّ سورة الأنعام مما نزل بمكّة. و هذا قول الحسن، و قتادة، و جابر بن زيد.
 و روى يوسف بن مهران عن ابن عبّاس، قال: نزلت سورة الأنعام جملة ليلا بمكّة.
و حولها سبعون ألف ملك.
 و روى أبو صالح عن ابن عبّاس قال: هي مكيّة، نزلت جملة واحدة، و نزلت ليلا؛ و كتبوها من ليلتهم، غير ست آيات منها مدنيّات‏ قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ‏ إلى آخر الثّلاث آيات‏ «1»، و قوله: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه «2» الآية. و قوله: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَ‏ «3» إلى آخر الآيتين. و ذكر مقاتل نحو هذا. و زاد آيتين: قوله: وَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ‏ «4»، و قوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَه «5».
و روي عن ابن عباس، و قتادة قالا: هي مكّيّة، إلّا آيتين نزلتا بالمدينة؛ قوله: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِه . و قوله: وَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَ غَيْرَ مَعْرُوشاتٍ‏ «6».
_____________________________
(1) سورة الأنعام: 151- 153.
(2) سورة الأنعام: 91.
(3) سورة الأنعام: 92.
(4) سورة الأنعام: 114.
(5) سورة الأنعام: 21.
(6) سورة الأنعام: 141.

 

سواطع الالهام فى تفسير القرآن

سورة الأنعام:
موردها أمّ الرحم و محصول أصول مدلولها: أسر الرمكاء و السماء و أسر اللمع و الطرمساء، و حكم إمهال أهل العالم و الردّ الألوك، و ردّ أهل العدول المعاد، و طمعهم العود لدار الأعمال، و أحوال رسول اللّه (صلّی الله علیه وآله) و ما سلاه اللّه عمّا ولعه أهل الولع، و الردع عمّا أكره الأرامل، و روم أهل العدول و رودهم الإصر إسراعا، و إعلام حصول علم الأسرار للّه وحده و إعلام سطوه و علوّه، و الردع عمّا هو و ودّ رهط ما هم أهلا له و أحكام أمر المعاد، و ولاد رسول مودود، و أدلّاء و حوده حال صدوره عمّا هو مركده للمح السماء و ما معها، و إدلاؤه مع رهطه، و لوم أهل الطرس و عوارهم حال ورودهم السام و المعاد، و إعلاء أدلّاء الوحود مع أرواع الأعلام، و الأمر لأهل الإسلام لصدودهم عمّا كلّموا مع أهل العدول و الردع لهم عمّا أسمعوهم و دماهم، و إطراء أهل العدول مسلك الطّلاح، و الردع عمّا أكل مسحوطهم و كلامهم مع أهل الإسلام معادا و إعلام ما هو الحلال و الحرام، و أحوال محكم إعلام كلام اللّه و أوامره و روادعه، و سطوح أعلام المعاد أمد الدهر و إعلام أحوال عدل صوالح الأعمال، و حمد الرسول لطهره عمّا هو العدول و عوده لما هو السداد حالا و مآلا، و إعلام أحوال العالم و صروع مراهصهم، و أحوال إصر اللّه و رحمه مع الإسراع لأهلهما.

 

فتح القدير

سورة الأنعام‏:
قال الثعلبيّ: سورة الأنعام مكية إلا ستّ آيات نزلت بالمدينة و هي: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ* إلى آخر ثلاث آيات، و قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ‏ إلى آخر ثلاث آيات. قال ابن عطية:
و هي الآيات المحكمات، يعني في هذه السورة. و قال القرطبي: هي مكية إلا آيتين هما وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ* نزلت في مالك بن الصيف و كعب بن الأشرف اليهوديين، و قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ‏ نزلت في ثابت بن قيس بن شماس. و أخرج أبو الشيخ و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: أنزلت سورة الأنعام بمكة. و أخرج أبو عبيد و ابن المنذر و الطبراني و ابن مردويه عنه؛ قال: أنزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة و حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح‏.
قال العلماء: هذه السورة أصل في محاجّة المشركين و غيرهم من المبتدعين و من كذب بالبعث و النشور، و هذا يقتضي إنزالها جملة واحدة لأنها في معنى واحد من الحجة و إن تصرّف ذلك بوجوه كثيرة، و عليها بنى المتكلّمون أصول الدين.

 

مجمع البيان فى تفسير القرآن

سورة الأنعام مكية و آياتها خمس و ستون و مائة.
توضيح‏:
هي مكية عن ابن عباس غير ست آيات‏ «وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» إلى آخر ثلاث آيات‏ «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ» إلى آخر ثلاث آيات فإنهن نزلن بالمدينة و في رواية أخرى عنه غير ثلاث آيات‏ «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ» إلى آخر الثلاث و باقي السورة كلها نزلت بمكة و
روي عن أبي بن كعب و عكرمة و قتادة أنها كلها نزلت بمكة جملة واحدة ليلا و معها سبعون ألف ملك قد ملأوا ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح و التحميد فقال النبي ص سبحان الله العظيم و خر ساجدا ثم دعا الكتاب فكتبوها من ليلتهم و أكثرها حجاج على المشركين و على من كذب بالبعث و النشور.

عدد آيها:
هي مائة و خمس و ستون آية كوفي ست بصري شامي سبع حجازي (خلافها) أربع آيات‏ «وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ» حجازي‏ «لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ» كوفي‏ «كُنْ فَيَكُونُ» و «إِلی  صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» غير الكوفي.

 

تفسير نمونه

سوره انعام سوره مبارزه با انواع شرك و بت پرستی:
گفته می شود اين سوره شصت و نهمين سوره اى است كه در مكه بر پيامبر (صلّی الله علیه وآله) نازل گرديد، ولى در چند آيه از آن گفتگو است كه بعضى معتقدند اين چند آيه در مدينه نازل شده است، اما از رواياتى كه از طريق اهل بيت به ما رسيده استفاده می شود كه يكى از امتيازات اين سوره آن است كه تمام آياتش يك جا نازل شده است و بنا بر اين همه آن” مكى” خواهد بود.
هدف اساسى اين سوره، همانند ساير سوره هاى مكى، دعوت به اصول سه گانه” توحيد” و” نبوت” و” معاد” است، ولى بيش از همه روى مساله يگانه پرستى و مبارزه با شرك و بت پرستى دور می زند، به طورى كه در قسمت مهمى از آيات اين سوره روى سخن به” مشركان و بت پرستان” است، و به همين مناسبت گاهى رشته بحث به اعمال و كردار و بدعتهاى مشركان می كشد.
در هر صورت تدبر و انديشه در آيات اين سوره كه آميخته با استدلالات زنده و روشنى است، روح توحيد و خدا پرستى را در انسان زنده كرده، و پايه هاى شرك را ويران می سازد، و شايد به خاطر همين بهم پيوستگى معنوى و اولويت مساله توحيد بر ساير مسائل بوده كه همه آيات آن يك جا نازل گرديده است.
و نيز به خاطر همين موضوع است كه در رواياتى كه پيرامون فضيلت اين سوره نازل شده كرارا می خوانيم سوره انعام را هفتاد هزار فرشته، به هنگام نزول بدرقه كردند، و كسى كه آن را بخواند (و در پرتو آن روح و جانش از سرچشمه توحيد سيراب گردد) تمام آن فرشتگان براى او آمرزش می طلبند!. دقت در آيات اين سوره می تواند روح نفاق و پراكندگى را از ميان مسلمانان برچيند،
گوشها را شنوا، و چشمها را بينا و دلها را دانا سازد.
ولى عجيب اين است كه بعضى از اين سوره، تنها به خواندن الفاظ آن قناعت می كنند، و جلسات عريض و طويلى براى” ختم انعام” و حل مشكلات شخصى و خصوصى خود با تشريفات ويژه اى تشكيل می دهند كه بنام جلسات ختم انعام ناميده می شود، مسلما اگر در اين جلسات به محتواى سوره دقت شود، نه تنها مشكلات شخصى، مشكلات عمومى مسلمانان نيز حل خواهد شد، اما افسوس كه بسيارى از مردم به قرآن به عنوان يك سلسله” اوراد” كه داراى خواص مرموز و ناشناخته است می نگرند و جز به خواندن الفاظ آن نمی انديشند، در حالى كه قرآن سراسر درس است و مكتب، برنامه است و بيدارى، رسالت است و آگاهى.

 

مفاتيح الغيب

سورة الأنعام‏:
مكية إلا الآيات: 20 و 23 و 91 و 93 و 114 و 141 و 151 و 152 و 153 فمدنية، و آياتها 165 نزلت بعد سورة الحجر قال ابن عباس رضي اللَّه عنه: إنها مكية نزلت جملة واحدة، فامتلأ منها الوادي، و شيعها سبعون ألف ملك، و نزلت الملائكة فملئوا ما بين الأخشبين، فدعا الرسول صلى اللَّه عليه و سلم الكتاب و كتبوها من ليلتهم إلا ست آيات فإنها مدنيات‏ قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ‏ [الأنعام: 151] إلى آخر الآيات الثلاث و قوله  وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ* [الأنعام: 91] الآية و قوله  وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری  عَلَى اللَّهِ كَذِباً* [الأنعام: 93] و عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم: «ما نزل علي سورة من القرآن جملة غير سورة الأنعام، و ما اجتمعت الشياطين لسورة من القرآن جمعها لها، و قد بعث بها إلي مع جبريل مع خمسين ملكا أو خمسين ألف ملك يزفونها و يحفونها حتى أقروها في صدري كما أقر الماء في الحوض، و لقد أعزني اللَّه و إياكم بها عزا لا يذلنا بعده أبدا، فيها دحض حجج المشركين و وعد من اللَّه لا يخلفه»
و عن ابن المنكدر: لما نزلت سورة الأنعام سبّح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم و قال:
«لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق»
قال الأصوليون: هذه السورة اختصت بنوعين من الفضيلة. أحدهما: أنها نزلت دفعة واحدة، و الثاني:
أنها شيعها سبعون ألفا من الملائكة، و السبب فيه أنها مشتملة على دلائل التوحيد و العدل و النبوّة و المعاد و إبطال مذاهب المبطلين و الملحدين، و ذلك يدل على أن علم الأصول في غاية الجلالة و الرفعة، و أيضا فإنزال ما يدل على الأحكام قد تكون المصلحة أن ينزله اللَّه تعالى قدر حاجتهم، و بحسب الحوادث و النوازل. و أما ما يدل على علم الأصول فقد أنزله اللَّه تعالى جملة واحدة، و ذلك يدل على أن تعلم علم الأصول واجب على الفور لا على التراخي.

 

دیدگاهتان را ثبت کنید

آدرس ایمیل شما منتشر نخواهد شد